Friday, April 21, 2006

أقباط يكفلون مسلمين




إذا كنت في حي شبرا أحد أحياء العاصمة المصرية القاهرة.. فلا تتعجب من وجود لافتة تقول بأن عم إبراهيم جرجس يدعو فيها إخوانه المسلمين إلى مائدة إفطار رمضانية؛ فالتكافل قيمة لدى أقباط مصر يتعدى أصحاب الديانة الواحدة ليتعامل مع كل المصريين كمواطنين؛ فالإنجيل يقول: "أن تحب قريبك كنفسك"، والقريب هنا يعني الأخ في الإنسانية بغض النظر عن اللون والدين والجنس والمكانة أو الثروة.
وعم جرجس.. هو مجرد نموذج بسيط للعمل الخيري القبطي في مصر الذي بدأ في شكل مبادرات فردية استجابة لنداءات القساوسة، حيث اعتاد الأثرياء أن يتعرفوا كل يوم أحد على جيرانهم الفقراء وبالتالي دعمهم ماليا.
أما الدعم المعنوي فإن كل أستاذ جامعي عليه أن يتجه كل فترة داخل الكنيسة التابع لها ويقدم دروسا خاصة في مادة تخصصه للطلبة المسيحيين من أبناء الطائفة كنوع من الضريبة. ولا يقتصر الأمر على ذلك، ففي بعض القرى والمدن النائية يطلب رجل الدين الذي يرعى شئون الكنيسة أن يلتزم كل قبطي بأن يعلم مهنته لأبناء منطقته سواء المسلمين أو المسيحيين، كل في مجال عمله.
لكن العمل الخيري القبطي تطور في الربع الأخير من القرن 19 ليتخذ شكلا مؤسسيا، وكانت جمعية المساعي الخيرية القبطية هي الأولى التي تأسست عام 1881 للإشراف على أوقاف الكنيسة وإدارة أموالها، وأعقبها إنشاء 11 جمعية حتى نهاية القرن 19.
وظل العمل الخيري القبطي من خلال جمعياته منحصرا في فكرة دعم الفقراء والمحتاجين على اعتبار أنه عمل إغاثي فقط، وساهم في عدم تطوره تغول الدولة المصرية في الحقبة الناصرية، حيث أصدرت قانون رقم 32 لعام 1964 الذي بمقتضاه تشرف الدولة كاملا على نشاط هذه الجمعيات.
لكن فترة السبعينيات شهدت تحولا في العمل الخيري القبطي من مجرد دعم الفقراء إلى تحفيزهم لأن يكونوا أناسا منتجين يشاركون في التنمية الاقتصادية، وتعمق هذا الدور الاقتصادي في عقدي الثمانينيات والتسعينيات مع تخلي الدولة عن دورها إثر عمليات الإصلاح الاقتصادي التي بدأت عام 1991، حيث أصبحت هناك فئات مهمشة أضيرت من هذا الإصلاح تحاول هذه الجمعيات مساعدتها اقتصاديا. ووصل عدد الجمعيات القبطية في عام 1995 إلى 176 جمعية بالقاهرة، 45 بالإسكندرية، 43 بسوهاج ، 33 بأسيوط والمنيا، 32 بقنا، 29 بالغربية، 1 بكفر الشيخ، وذلك طبقا لتقرير الحالة الدينية الصادر عن مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام عام 1996.
وأصبح نشاط هذه الجمعيات لا يضم فقط خدمات تعليمية وصحية بل أيضا أنشطة التدريب المهني والقروض الصغيرة للمشروعات، كما دخلت مؤسسة الكنيسة بثقلها في العمل الأهلي. وتمثل إنشاء الأسقفية العامة للخدمات الاجتماعية في السبعينيات علامة في هذا الاتجاه؛ حيث قامت بإنشاء برنامج لدعم المزارع الصغير وتعليمه تربية الأرانب وبرنامج للقروض الصغيرة، وكذلك دعم الأفراد كمجموعات في مشروعات صغيرة وإعداد دراسات الجدوى.

.......المزيد
_________________________________________________________
نقلا عن موقع إسلام أون لآين

No comments: